Loading...

جدار برلين من الانفصال إلى أجمل اللوحات

ألمانيا هي واحدة من دول أوروبا الغربية عدد سكانها يفوق 84 مليون نسمة  وعاصمتها برلين.

برلين هي سادس مدينة أوروبية زيارةً، بحيث تتمتّع بتنوّعِ معالمها.

وانت تتجول على ضفة نهر سبري Sprée يقابلك جدار طويل من اللوحات الجذابة ما قصّة هذا الجدار؟ وما قصة هذه اللوحات المرسومة عليه؟

جدار برلين

  مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945تتــــقاسم الدول المنتصرة الاتـــــحاد السوفياتي والولايات المتحــدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة دولة ألمانيا إلى أربعة أقسام.

هذا التقسيم خلق نزاعاً بين الجبهتين: جبهة شرقية وأخرى غربية وهي المسمّاة بالحرب الباردة.

 لكن بما أنّ الاتحاد السوفياتي كان في جزء برلين وهذا الجزء بالذات جزء متنازع عليه، يجعل ستالين يفكر في طريقة لإخراج الجبهة الشــــرقية من هذا المـــيدان والفكرة تتمثّل في إغلاق الطرقات على الجبهة الشرقية في الدخول الى الجهة الغربية.

بطبيعة الحال الولايات المتحدة وحلفائها لم يعجبهم هذا التصرّف فقاموا بدورهم بتشييد جسر جوّي. ممّا دفع الاتحاد السوفياتي وبعد مرور سنة من فتح المعابر التي أغلقتها. لم تنته اللعبة إلى هذا الحد.

في سنة 1955 قامت الولايات المتحدة وحلفاءها بإنشاء الجمهورية الفدرالية الألمانية RFA. ومن الجهة الغربية أنشأ الاتحاد السوفياتي الجمهورية الديموقراطية الألمانية RDA.

لتتمتّع كل جبهة بسيادتها الخاصّة.

 والمسلسل يتواصل بين الطرفين بحيث يفرض الاتحاد السوفياتي مُهلة ستة أشهر لإخلاء منطقة برلين. لكن أمريكا وحلفاءها لم يعبؤوا بهذا القرار مرّت أشهر وسنوات إلى غاية 1961. قرّرت بناء جدار فاصل بطول يزيد مئة كيلومتر وعلوّ يتعدّى ثلاث أمتار.

ممّا زاد في تعقيد الأمور من تفتيش وهجرة النخبة.

ظل الحال على حاله من سنة لأخرى أزمة إلى تأزّم وتشرد وانفصال بين الأهل إلى غاية سنة 1989.

 إلى أن جاءت القطرة التي أفاضت الكأس فقام ملايين من الشعب الألماني بمظاهرات ثائرة قوية مندّدة وساخطة، أعلن على إثرها المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفياتي عن حرية التنقل بين برلين الشرقية والغربية لِتهدِئة الوضع لكن المظاهرات تواصلت ولم يكتف الشعب بهذا الإعلان بل ظلّ غاضباً يندّد بهدم الجدار لتعود المياه إلى مجاريها

فكان لهم ذلك ولم يبق منه إلّا كيلومتر ونصف للذكرى والتقى الاخوة والأقارب بعد انتظار دام ثمان وعشرون سنة.

وبعد مرور عام أي في 1990 جاء ما يفوق عن مئة فنّان احتفالا بهذا الإنجاز لتزْيين وزخرفة الجدار المُتبقّي وهو ما يُسمّى اليوم معرض الشّق الشرقي وهو معرض على الهواء.

كانت هذه بعض اللوحات التي من الجدار رسومات ناطقة ومعبرة.

أ.بن سعادة صليحة

كاتبة و قاصة جزائرية مقيمة في فرنسا

التعليقات

اترك تعليقك هنا لنعرف رئيك

تعليقات من قراء

لا يوجد تعليقات الى الان