Loading...

يأبى أن يحدّ النّزف

أَقْتَـــــاتُ مِنْ حَـــرفي وَ نَزْفِي هـفَّ

ومَنَالُ أحْجـــــِيَتِي اسْتـَزَادَتْ وَجْفَا

أنساقُ وَ المَاضِي الأَلِيــــمُ يَشُـــدُّنِي

فتَأُولُ أرْكـــــانُ القَصِـــيدَةِ ظَرْفا

عُمرًا أدُورُ على المَجَــــــرّةِ غَالِقًــــا

كَفِّي، فَيَأبْى أنْ يَــــحُدَّ النَّــــزْفَ

أبْكِي وَ طُــــوفَانُ الخُطوبِ يَهُزُّنِي

و القُدْسُ آلتْ عِنْدَ فَتْكـــِي وَصْـفا

في كــــلِّ شِبْرٍ تُقبرُ الأُحــلامُ بي

و أعُودُ منْ رُكْــــــحِ المنافي زَحْـفا

أرْضِي يحارُ العـــــَابِرُونَ لصمـــْتها

و لهـــَا نَذَرتُ لِكُـــــلِّ ضِـــلْعٍ ألْفا

و رسمـتُ رُؤْيا الحـــالمين على غدي

فغَدوتُ خـــــوفا منْ أمالي خَـصْفا

مِنْ صَرْخَةِ  الخِذْلاَنِ صُغْتُ عِبَارَتِي

وَظَــللْتُ أنشـــــدُ للحُــــماةِ الإلف

فاشْتَـدَّ في صَدْرِي لَهِـــيب ٌ مُحْــرِقٌ

هَبَّ عَلَى كَــــنَفِ البَــــرَاءَةِ رَجْفَا

بالقُدِسِ أفْلاَذٌ تَعَســـَّرَ حَكــــيُها

وانثال صَبْرُ الصَدِّ حـــــكيا صلفًا

و بَقِيتُ عِنْدَ الفَجـــْرِ أوقِظُ صَمـْتَهَا

و أصد من جور اللـــــــيالي  العُزفَ

و الموتُ في القــدسِ ارتسمتُ عَوِيلَهُ

مُنذُ ابتـــــدى أرَجُ العُرُوبَةِ عَسْـــفا

واعْتَادَ رُمْحُ الغَــــدْرِ يَنْهُشُ مَعْدَنِي

و يُذِيبُنِي مَا للمـــــَهَازِلِ مصـــــفا

هَذِي العِبَــــــــــادُ أَحَارُ مِنْ دُنَّاسِـهَا

و أعدُّ من دمع الخيـــــانة طَـــــرْفَا

و أُهَـــــــدْهِدُ الآلامَ عِنْد َوُقُــــوعِهَا

فَتَزِيـــدُنِي لِــــغةُ الأنِينِ خَسْــــفا

مَوْتِي هُنــَا وَ دِمَــــاءُ أحْـــرَارِي إبَاءٌ

يَشــــُدُّنِي عِنْدَ المَنــــِيَّةِ  قَصــــْفَا

وأعُــودُ أذْرِفُ مِلْءَ صَـبْرْي مِنْ جَوَى

وأنُضُّ عَنْ صَــدْرِ المُبَاحِ الكَشــــْفَ

و أمُرُّ بالعِـــــرّيفِ أنْشــــُدُ زاهِـــدًا

عَنْ مُنْيَتِي فِي القُدْسِ تَرْحَــلُ نَسْفا

وَ يَظَلُّ يَنْكُشُنِي السُؤَالُ أيْنَ الوَفَاءُ؟

فيَذُوبُ  فِي لُجَـــــجِ الدَّنَاءَةِ  عَصـْفا

قُدْسِي ومنْ فرطِ  الآلامِ بَكَيـــــْتُها

 

فمَتَى مِنَ القَــــهْرِ المغَلَّــــقِ تصْفَى

 

 

 

لطيفة الشابي

شاعرة و كاتبة . تونس

التعليقات

اترك تعليقك هنا لنعرف رئيك

تعليقات من قراء

لا يوجد تعليقات الى الان