Loading...

ككل وبعض وقبل وبعد

ككل صباح يؤدي مهمته دون كلل

كشمس لا تنأى عن الشروق لحظة من بزوغ يومها الجديد

كظواهر الطبيعة التي تدور على المحك لتلقن البشر درسا

في التجدد والهمة العاتية

كحافلة لم يكن لديها الكثير من الخيارات للوقوف الإجباري

كعاصفة لم تختر طريقة العبور

"كقشة قصمت ظهر البعير" رغم ثقله قبلها

كتلويحة مهاجر قبل لحظات الرحيل

كغصة خنقت العبرات المتهجدة

بين الحلق والمقل

كحدقة مورقة بغيث لا ينضب فيضانها

كلفحة ريح في يوم غارق بالعرق

كهمسة حطمت قيود البوح

في عتمة الروح

كرضيع ظل فمه لثم حلمة أمه فاشتاظ صراخه

كقاطرة اشتعل وقودها رغم القوانين الاحترازية

ككاتب عبرت في مداراته مجازات اللغة

كفرحة طفلة أكملت للتو مراسيم

حفل ميلادها

كبهجة مبتورة لغياب الأحبة

كساعي البريد يرسل ابتساماته مع كل دار يحط رسالة على مدخلها

كتائه قرر الضياع من نفسه علّ قلقه يسكن

كمجنون الحي يعدد أسماء رؤساء الدول دون أن يخطئ

في ترتيبهم الزمني

كراعي القطيع حين يشعر بشرود إحدى أغنامه رغم كثرتها

فيعيدها إليه بصفرة واحدة

كيتيم الحي حين يصر على زيارة قبر والده

ليذرف ما تبقى من شجن

على صدر اللغة

كحارس البن حين يردد أغنية

"واحارس البن بشراك موسم البن داني"

عند رؤيته بزوغ أول زهرة

على الشجرة

كصدر أمي الذي يظل مضطربا بلا توقف

عند نوبة التحسس

كجهاز الضغط الذي لا يفلح في رصد نبضي

رغم تعدد الهالات السواء تحت عينيّ

كعاقل الحارة الذي يصر

على تسجيل الأسماء

دون وصول الخدمات مرة تلو أخرى

كخبيرة التغذية التي تعاني من هشاشة في العظام فلا يستقيم الوزن في ميزانها

كنبوءة يزحف كل يوم جزء منها للتحقق

كملحد ينكر وجود الله

لكنه يطلب منه الشفاء العاجل لحبيبته

كدين جاء غريبا ويعود أدراجه

إلى تلك النقطة

كغريق يتخبط علّه ينفذ

من مقولة البحر غدار

كشاعر يكتب قوافيه بلا مراعاة لنصائح الخليل بن أحمد

كشهيد رسم ابتسامته العريضة لتكون آخر رصاصة

يصيب بها الأعداء

كأنفي الذي لا يتوقف عن النمو رغم ضيقه عند عمليتي الشهيق والزفير

كقلبي الذي أحذره على الدوام من الصدق

فيذبح عند أول منعطف

كل شرايينه

لينقذ رجل مسن من حادث مروع

اجتث قدميه

كإصرار أختي على مواصلة الحياة باستنفارها

المعهود رغم عجزها عن السير

كحلم جدتي الطويل بوصول الحق إلى أصحابه

مهما تنكروا لحدوثه المقربين

كخيبة عاشق شق قميصه

من قبل ليرصد

لحبيبته عدد الغزر التي دون فيها

قصائد الغزل بعينيها

ككل ما تبقى ولم أحصره

ككل ما تراجعت عن ذكره حفظا لمواثيق الصلح بين القلوب

ككل اضطراب يحدث لكل سكون ينعم بالراحة

نعيش ضجيجا لا ينتهي

وحزنا معتقا لا يخبو

وقلقا عارما يودي بأعصاب البوح

وشجنا لا يسعه البحر ليرتوي

من لهفته

وغضبا تتقاذف نيرانه

على جانبي الوجع

ليكمل لوحة لم يحن لرسام الفنون التشكيلية الالتفات إليها .

سكينة شجاع الدين

شاعرة و قاصة و ناقدة . اليمن

التعليقات

اترك تعليقك هنا لنعرف رئيك

تعليقات من قراء

لا يوجد تعليقات الى الان