Loading...

الطوفان و نبوءة زوال إسرائيل

⁕ إعلان الكيان العنصري 7 أكتوبر ذكرى هجوم حماس يوم حداد وطني، هو اعتراف بأن المقاومة أنهكت دويلته وجعلتها في أسوأ أحوالها، وفقدت بعمليتها الجريئة مجتمعها الهش، مشعلة الخلافات بين أفراده ورموزه السياسية، خاصة بعدما كشف العدوان المستمر منذ 5 أشهر ونصف الشهر عجز جيش الاحتلال عن تحقيق أي هدف من أهدافه، وهو ما عبر عنه اللواء الصهيوني المتقاعد إسحاق بريك في مقالة بصحيفة معاريف: لقد خسرنا الحرب مع حماس، كما أننا نخسر حلفاءنا في العالم بمعدل مذهل. ونجاح المقاومة في التصدي لرابع أقوى جيش في العالم، أعاد لأذهان الصهاينة لعنة العقد الثامن، تلك النبوءة التوراتية التي تثير رعبهم، فالدولتان اليهوديتان السابقتان مملكة داود وسليمان، ومملكة الحشمونائيم، اللتان أشار القرآن الكريم إليهما فى قوله تعالى: «وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِى إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوًّا كَبِيرًا»، لم تستمر أي منهما أكثر من 80 عامًا، ولأن دويلتهم الثالثة القائمة حاليًا في فلسطين المحتلة شارفت عامها الثمانين، يتملك الصهاينة الرعب من تحقق النبوءة وزوالها، وهو ما استغله نتنياهو لتخويفهم بالإشارة إلى مملكة الحشمونائيم البائدة، مؤكدًا سعيه لتبلغ إسرائيل عامها المائة، وكان إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل الأسبق قد سبقه قبل عامين في حديث مع صحيفة يديعوت أحرونوت في الإعراب عن قلقه من قرب زوال إسرائيل قبل إكمال عقدها الثامن، ملمحًا إلى أن التاريخ اليهودي لم يشهد عمران دولة يهودية أكثر من 80 عامًا، كما أكد المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أن الزمن في مصلحة الفلسطينيين، مشيرًا لحتمية انتصارهم وزوال الكيان الغاصب. تتبقى الإشارة لمفارقة لغوية للنبوءات كشفها المؤرخ الفلسطيني عدنان أبو تبانة في حديث إعلامي قال فيه إن عمر الدولة العبرية في نبوءات التوراة 76 عامًا فقط، وفقًا لما ورد في النصوص القديمة لحاخامات اليهود الأرثوذكس، وأن آخر زعيم لها هو «عطاء الله، والذى يعنى بالعبرية نيتانياهو! * المقالة تم نشره في الأهرام المصرية ، الجمعة 12 من رمضان 1445 هــ 22 مارس 2024 السنة 148 العدد 50145.

أسامة الألفي

كاتب و صحفي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام السابق . رئيس فرع التجمع الشعبي العربي

التعليقات

اترك تعليقك هنا لنعرف رئيك

تعليقات من قراء

لا يوجد تعليقات الى الان