هَنْفَتَةْ
و للمزيد من تجلية أطوار و أوطار مهمة هذه الافتراضية ( نقطة التفتيش ) نستدعي منظورا مسرحيا افتراضيا بصدر شخوصه ذلكم الافتراضي ( صاحب القرار ) وحوله عدد من الرؤوس الابرز في نخب علماء ( *فَهْفَفَة* ) الذين جاءوا لتعزيز ما جاء بتقرير نقطة التفتيش ( كما ذكر آنفا ) الأمر الذي لأجله يتداعى كل منهم لإظهار تميزه و تفوقه في فنون ( *هَنْفَتَة* ) هندسة الفتوى المعدودة إحدى أهم و أبرز بنات ( *فَهْفَفَة* ) فاحشة هندسة فقه الفضيلة بنت ( *فَيْعُوقِيا* ) فيروسات العوز القيمي أو الأخلاقي .
هَنْدِيْسِيَا
بلسان غاضب كله الانفعال الزاجر الناهر قالت هَنْدِيْسِيَا " هندسة الدين لخدم السياسة " : (( لقد جئت شيئاً إداً .. ويك اتئِدُ .. و .. صعرت خدها و قالت : لقد أهدرت دمك .. أنت حلال الدم ، و .. و ..
بل هكذا أدعي أنني أجـــد لسان حالــــها لحـــظة
اضطرارها للخروج من مخبئها الذي يخيل إليها إنها تتوارى فيه و أنه يبلغها مأمنها و ينجيها من الأخطار التي تهدد وجودها و مصالحها خصوصا بما يتصل بانتمائها إلى عالم (*المُتَفَيْعِقِين*) أي أهل ( *فَيْعُوقِيا)
فيروسات العوز القيمي أو الأخلاقي .
هَنْفَتَةْ
حكمت المحكمة حضوريا على المتهم بالإعدام مدى الحياة و الحبس شنقا و الغرامة رميا بالرصاص حدا و تعزيزا لما اقترف من الإثم و .. و .. و ..
هكذا أو على نحو منه قال أحد أكابر *المُفَهْفِفِين* إذ قام و بيده ما أسماه حكما شرعيا ..
أخذ هذا *المُفَهْفِفِ* يسرد قائمة التهم التي وصفها بالموبقات و أبرزها التطاول على الله و رسوله و كتابه و العلماء الذين هم ورثة الأنبياء .. ألم تعلم أن لحوم العلماء مسمومة ..
و لم أكد أتخــلق لسانا منافحا عني حتى بادرني بما
وصفها بالدامغــــة .. لقد تم ضـــــبطك في ( *نقطة
تفتيش* ) ( الآنف ذكرها بالحلقة الماضية) و بحوزتك هذا .. و عرض ما كان قبلها .. و . . و ..
اصمت .. قال *المُفَهْفِفِ* .. نحن العلماء و ما نقوله نافذ لأنه حكم الله ، و اردف قائلا : انك تفتن الناس في دينهم بهذه النحوت السخيفة و يعني *فَهْفَفَة* و أخواتها، ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار " .
توثيق سري
و بين أنياب لسانه الضاري و شحذ من حوله قواطعهم لم أجد بدا من التحصن بأحشائي عسى أن بها ركنا آوي إليه و استجمع مستطاعي من سكينة وهمية اتخذ منها فرجة للفرار إلى ما يشبه أحلام اليقظة .
أي شرعي
قلت في نفسي كيف قال هذا *المُفَهْفِفِ* إن الذي بيده حكم شرعي و ما هو بشرعي بل ( *هَنْشَرِي* ) نسبة إلى ( *هَنْشَرَة* ) هندسة أحكام الشرعية أخت ( *هَنْفَتَة* ) هندسة الفتوى الوثيق الصلة بـ ( *فَهْفَفَة* ) فاحشة هندسة فقه الفضيلة كبرى بنات ( *فَيْعُوقِيا* ) فيروسات العوز القيمي أو الأخلاقي .
شهودي
أعتقد أن عيون و الباب أرباب الجمال جمهور مجلة وطني و متابعي هذه المادة كانوا شهودا أنني لم أبلغ منتهى رحلتي عند استيقافي في *نقطة تفتيش* أي أن الذي قالوا تم ضبطه لم يبلغ منتهاه ، الأمر الذي يعلم منه أن توصيف المحتوى قبل اكتماله غير سوي و به اجحاف و تحامل واضح إذ النهاية بيد الكاتب و ربما يأتي بجملة أو كلمة تنفي كل ما سبق أن تقود لآفاق وعي واسعة لم تكن في حسبان القارئ و مسار تذوقه للنص .
إلى أين !!! ؟
نعم .. إلى أين ... !!!؟ ... أسأل نفسي مرتين .. إلى أين يمكن يتسع سلطان هذا *المُفَهّفِف* و أحكامه إذا وجد بما يصفه بتقرير ( *نقطة تفتيش* ) ما يتجاوز ما بحوزتي عند استيقافي و تفتيشي ..
و إلى أين يمكن أن تبلغ ضراوته بي أو ما الذي يمكن أن يحل بي إذا حاول لساني و قدر له ذات قدر
من النجاح في التسلل لتسريب و لو كليمات من صدري من بين هذا الذي تزدحم به اللحظة الحرجة الشاهدة كم و كيف أعمل ذلكم *المُفَهْفِف* ضراوته في أنفاس بياني ليضطرني قهرا للتلاشي ففراري باتجاه أعماقي للتواري بأحشائي و التخفي خلف أسواري و التحصن بجسدي المدجج بالعراء .
الاكتفاء بربع التنفس
ضقت ذرعا بطول صمتي وسكون ضجيجي فتعالى بأحشائي ضجيج صمتي و تعاظم اصطخاب سكوني فكان الاتجاه الاضطراري قراري بأن اغامر و أعمد إلى المزيد من التواري خلف أسواري بعيدا عن العيون ..كل العيون .. حتى عيوني ..
و لأحكم إغلاق منافذي أوقفت ثلاثة أرباع طاقم تنفسي عن العمل ..، نصف طاقم شهيقي لتخفيف ما يفرض عليَّ أن أتنفسه و كل طاقم زفيري لأبلغ مأمني أو نجاتي من تبعات ما قد يسربه زفيري من محتواي و اكتفيت بهذا القدر المتبقي من التنفس، لاكتفائي باستمرار نصف طاقم الشهيق في العمل لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتي للبقاء بالمعدودين على قيد الحياة .
و خَرَّ البيان صَعِقاً
لم تكد مكوناتي تحدد مواقعها و تتعرف على بعضها بأحشائي و تبصر شلوا من لساني المتناثر في كياني حتى خَرَّ البيان صَعِقا ..، أخذته غيبوبة لم يكد يتحسس قدرات و إمكانيات الإفاقة منها حتى خَرَّ مغشيا عليه .. و فرَّ جفناه فزعين قبل أن يتهيئا للافترار بلطف كانا يتوسمان أن يذهب عن عينيه الروع و يوفر لهما ما يكفي من الأمان للبدء في عملية التأقلم مع ذلكم الضوء الذي كان المؤمل أن يتسلل إليهما من بين جفنيه رويدا رويدا .
تنويه
كان المقرر أن تكون هذه الحلقة هي الثالثة و الأخيرة، غير أن المادة ضاعت بسبب واتس آب التي تعهدت بإيقاف حسابي مما اضطرني لإعادة الكتابة، و مع محاولة الاستذكار تداعت الأفكار و اتسع مدار البيان فوجدت لعيون الأعزاء و العزيزات ما يدعوني إلى نشر المادة هكذا و ارجو الله أن يوفقني لإتمام المادة بحلقة إضافية أو أكثر ..
سلام عليكم ..أشكر تفهمكم .. أسعد بمتابعتكم .
كاتب و شاعر ، رئيس اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين . فرع الحديدة
اترك تعليقك هنا لنعرف رئيك
تعليقات من قراء