Loading...

ألا إنها جومسة يا عرب .. !! ( 3:... )

هَنْفَتَةْ

و للمزيد من تجلية أطوار  و أوطار مهمة هذه الافتراضية ( نقطة التفتيش ) نستدعي منظورا مسرحيا افتراضيا بصدر شخوصه ذلكم الافتراضي ( صاحب القرار ) وحوله عدد من  الرؤوس الابرز في نخب علماء ( *فَهْفَفَة* ) الذين جاءوا لتعزيز ما جاء بتقرير نقطة التفتيش ( كما ذكر آنفا ) الأمر الذي لأجله يتداعى كل منهم لإظهار تميزه و تفوقه في فنون ( *هَنْفَتَة* ) هندسة الفتوى المعدودة إحدى أهم و  أبرز بنات ( *فَهْفَفَة* ) فاحشة هندسة فقه الفضيلة بنت ( *فَيْعُوقِيا* ) فيروسات العوز القيمي أو الأخلاقي .

هَنْدِيْسِيَا

بلسان غاضب كله الانفعال الزاجر الناهر قالت هَنْدِيْسِيَا " هندسة الدين لخدم السياسة " : (( لقد جئت شيئاً إداً .. ويك اتئِدُ .. و .. صعرت خدها و قالت : لقد أهدرت دمك .. أنت حلال الدم ، و .. و ..

 بل هكذا أدعي أنني أجـــد لسان حالــــها لحـــظة

اضطرارها للخروج من مخبئها الذي يخيل إليها إنها تتوارى فيه و أنه يبلغها مأمنها و ينجيها من الأخطار التي تهدد وجودها و مصالحها خصوصا بما يتصل بانتمائها إلى عالم (*المُتَفَيْعِقِين*) أي أهل ( *فَيْعُوقِيا)  

فيروسات العوز القيمي أو الأخلاقي .

هَنْفَتَةْ

حكمت المحكمة حضوريا على المتهم بالإعدام مدى الحياة و الحبس شنقا و الغرامة رميا بالرصاص حدا و تعزيزا لما اقترف من الإثم و .. و .. و ..

هكذا أو على نحو منه قال أحد أكابر *المُفَهْفِفِين* إذ قام و بيده ما أسماه حكما شرعيا ..

أخذ هذا *المُفَهْفِفِ* يسرد قائمة التهم التي وصفها بالموبقات و أبرزها التطاول على الله و رسوله و كتابه و العلماء الذين هم ورثة الأنبياء .. ألم تعلم أن لحوم العلماء مسمومة ..

و لم أكد أتخــلق لسانا منافحا عني حتى بادرني بما

وصفها بالدامغــــة .. لقد تم ضـــــبطك في ( *نقطة

تفتيش* ) ( الآنف ذكرها بالحلقة الماضية)  و بحوزتك هذا .. و عرض ما كان قبلها .. و . . و ..

اصمت ..  قال *المُفَهْفِفِ* .. نحن العلماء و ما نقوله نافذ لأنه حكم الله ، و اردف قائلا : انك تفتن الناس في دينهم بهذه النحوت السخيفة و يعني *فَهْفَفَة* و أخواتها، ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار " .

توثيق سري

 و بين أنياب لسانه الضاري و شحذ من حوله قواطعهم لم أجد بدا من التحصن بأحشائي عسى أن بها ركنا آوي إليه و استجمع مستطاعي من سكينة وهمية اتخذ منها فرجة للفرار إلى ما يشبه أحلام اليقظة .

أي شرعي

قلت في نفسي كيف قال هذا *المُفَهْفِفِ* إن الذي بيده حكم شرعي و ما هو بشرعي بل ( *هَنْشَرِي* ) نسبة إلى ( *هَنْشَرَة* ) هندسة أحكام الشرعية أخت ( *هَنْفَتَة* ) هندسة الفتوى الوثيق الصلة بـ ( *فَهْفَفَة* ) فاحشة هندسة فقه الفضيلة كبرى بنات ( *فَيْعُوقِيا* ) فيروسات العوز القيمي أو الأخلاقي .

شهودي

أعتقد أن عيون و الباب أرباب الجمال جمهور مجلة  وطني و متابعي هذه المادة كانوا شهودا أنني لم أبلغ منتهى رحلتي عند استيقافي في *نقطة تفتيش* أي أن الذي قالوا تم ضبطه لم يبلغ منتهاه ، الأمر الذي يعلم منه أن توصيف المحتوى قبل اكتماله غير سوي و به اجحاف و تحامل واضح إذ النهاية بيد الكاتب و ربما يأتي بجملة أو كلمة تنفي كل ما سبق أن تقود لآفاق وعي واسعة لم تكن في حسبان القارئ و مسار تذوقه للنص .

إلى أين !!! ؟

نعم .. إلى أين ... !!!؟ ... أسأل نفسي مرتين .. إلى أين يمكن يتسع سلطان هذا *المُفَهّفِف* و أحكامه  إذا وجد بما يصفه بتقرير ( *نقطة تفتيش* ) ما يتجاوز ما بحوزتي عند استيقافي و تفتيشي ..

و إلى أين يمكن أن تبلغ ضراوته بي أو ما الذي يمكن أن يحل بي إذا حاول لساني و قدر له ذات قدر

من النجاح في التسلل  لتسريب  و لو كليمات من صدري  من بين هذا الذي تزدحم به  اللحظة الحرجة الشاهدة كم و كيف أعمل ذلكم *المُفَهْفِف* ضراوته في أنفاس بياني ليضطرني قهرا للتلاشي ففراري  باتجاه أعماقي للتواري بأحشائي و التخفي خلف أسواري و التحصن بجسدي المدجج بالعراء .

الاكتفاء بربع التنفس

ضقت ذرعا  بطول صمتي وسكون ضجيجي فتعالى بأحشائي ضجيج صمتي و تعاظم اصطخاب سكوني فكان الاتجاه الاضطراري قراري بأن اغامر و أعمد إلى المزيد من التواري خلف أسواري بعيدا عن العيون ..كل العيون .. حتى عيوني ..

و لأحكم إغلاق منافذي أوقفت ثلاثة أرباع طاقم تنفسي عن العمل ..، نصف طاقم شهيقي لتخفيف ما يفرض عليَّ أن أتنفسه و كل طاقم زفيري لأبلغ مأمني أو نجاتي من تبعات ما قد يسربه زفيري من محتواي و اكتفيت بهذا القدر المتبقي من التنفس، لاكتفائي باستمرار نصف طاقم الشهيق في العمل لتلبية  الحد الأدنى من احتياجاتي للبقاء بالمعدودين على قيد الحياة   .

 و خَرَّ البيان صَعِقاً

لم تكد مكوناتي تحدد مواقعها و تتعرف على بعضها بأحشائي و تبصر شلوا من لساني المتناثر في كياني حتى خَرَّ البيان صَعِقا ..، أخذته غيبوبة لم يكد يتحسس قدرات و إمكانيات الإفاقة منها حتى خَرَّ مغشيا عليه .. و فرَّ جفناه فزعين قبل أن يتهيئا للافترار بلطف كانا يتوسمان أن يذهب عن عينيه الروع و يوفر لهما ما يكفي من الأمان للبدء في عملية التأقلم مع ذلكم الضوء الذي كان المؤمل أن يتسلل إليهما من بين جفنيه رويدا رويدا .

تنويه

كان المقرر أن تكون هذه الحلقة هي الثالثة و الأخيرة، غير أن المادة ضاعت بسبب واتس آب التي تعهدت بإيقاف حسابي مما اضطرني لإعادة الكتابة، و مع محاولة الاستذكار تداعت الأفكار و اتسع مدار البيان فوجدت لعيون الأعزاء و العزيزات ما يدعوني إلى نشر المادة هكذا و ارجو الله أن يوفقني لإتمام المادة بحلقة إضافية أو أكثر ..

سلام عليكم ..أشكر تفهمكم .. أسعد بمتابعتكم .

 

محمد شنيني بقش

كاتب و شاعر ، رئيس اتحاد الأدباء و الكتاب اليمنيين . فرع الحديدة

التعليقات

اترك تعليقك هنا لنعرف رئيك

تعليقات من قراء

لا يوجد تعليقات الى الان